سياق اللاجئين في لبنان:

يواجه اللاجئون في لبنان قيودًا شديدة على الوصول إلى فرص العمل، حيث يُستبعدون تقريبًا من سوق العمل الرسمي. وتساهم عدة عوامل في استمرار وضعهم الصعب، منها نقص الإقامة القانونية، وقيود فرص العمل، وتقليص المساعدات، واستنفاد المدخرات والممتلكات، مما يمنع اللاجئين من الخروج من دائرة الفقر.

بحسب تقرير تقييم ضعف اللاجئين السوريين في لبنان (VASyR 2022)، أدت الأزمات الاقتصادية والتضخم الحاد وجائحة كورونا، بالإضافة إلى انفجار بيروت، إلى دفع المجتمعات الضعيفة في لبنان، بما في ذلك اللاجئون السوريون والفلسطينيون، إلى حافة الانهيار، مع زيادة عدد الأسر التي تعاني من الفقر الشديد إلى 89٪ في عام 2021 مقارنة بـ 55٪ في العام السابق فقط، مما يعكس تأثير الأزمات المركبة التي تواجهها هذه الفئات.

وأظهر التقرير زيادة في متوسط الديون لدى الأسر بنسبة 18٪، حيث يبلغ متوسط الدين حوالي 1,840,000 ليرة لبنانية لكل أسرة. وكان السبب الرئيسي لتراكم الديون هو شراء الغذاء بنسبة 93٪، يليه دفع الإيجار والدواء بنسبة 48٪ و34٪ على التوالي. وما زالت 9 من أصل 10 أسر مثقلة بالديون، مما يدل على استمرار نقص الموارد لتلبية الاحتياجات الأساسية. كما أن الرعاية الصحية تعد ثالث أكبر نفقة بعد الغذاء والإيجار، ما يجعل من الصعب على المرضى، وخاصة النساء والأطفال، مواجهة تحديات الحياة.

الحروب لا تدمر المدن والقرى فقط، بل تؤثر على حياة الناس وخاصة الأطفال. يعاني العديد من الأطفال اللاجئين من أمراض مزمنة مثل التشوهات الخلقية، والتي قد تحدث لأسباب متعددة. وبسبب تكلفة العلاج المرتفعة والوضع الاقتصادي الصعب، لا يستطيع الكثيرون توفير العلاج لأطفالهم. وإذا لم يتم الكشف المبكر والعلاج الطبي لهذه الأمراض، فإنها قد تؤدي إلى مشاكل نفسية وصعوبات في التعليم والاندماج الاجتماعي، وتزيد من تعقيد الحياة وتهدد حياة الطفل. التدخل المبكر في هذه الحالات يساهم في تحسين فرص الشفاء بتكلفة أقل، ويحفظ حياة الطفل ويحسن ظروف معيشته.

وفقًا لتقرير خطة الاستجابة اللبنانية (LCRP 2022)، تظل التكلفة المباشرة وغير المباشرة للخدمات، بما في ذلك النقل، من أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين في الحصول على الرعاية الصحية.

الفئات الضعيفة، خصوصًا ذوي الإعاقات وكبار السن، تواجه صعوبات في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف العلاج والنقل. كما أن الأسر تقلل من أهمية الخدمات الصحية غير العاجلة، مثل التطعيم، ورعاية الحمل والولادة، والخدمات النفسية.

على الرغم من توفر شبكة واسعة من مقدمي الرعاية الصحية للاجئين، إلا أن ارتفاع التكاليف يشكل حاجزًا كبيرًا، حيث أن معظم خدمات الصحة في لبنان خاصة. وأشار معظم اللاجئين إلى أن الرسوم المرتفعة هي العائق الرئيسي أمام حصولهم على المساعدة الطبية اللازمة. وبدون القدرة المالية على تلقي الخدمات الصحية، يزداد خطر تعرض اللاجئين لمضاعفات صحية.

في ظل جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان، ارتفع معدل البطالة وزاد عدد المحتاجين للمساعدة الطبية من اللاجئين والسكان اللبنانيين، مما زاد العبء على مراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية.

أكثر الفئات تضررًا من هذه الأزمات هم النساء والأطفال، وخاصة الأطفال المصابون بالتشوهات الخلقية، بالإضافة إلى مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل كلى مكلفة (حوالي 13 جلسة شهريًا بتكلفة تقارب 800 دولار).

من خلال تدخل غوث، نهدف إلى تحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية للاجئين السوريين والفلسطينيين، وللفئات الأكثر ضعفًا من المجتمع المضيف اللبناني في لبنان.